19 نوفمبر 2024
مزايا خفية للأحياء السكنية المتكاملة
في خضم الثورة العقارية العالمية الحالية، تكتسب حكومتنا دورًا محوريًا في رحلة هذه الثورة لتخلق بذلك مبادرة الأحياء السكنية المتكاملة في (2021) التي تهدف إلى خلق مجتمعات سكنية تتميز بالبنية التحتية المتكاملة والخدمات المتوفرة بخطط استراتيجية دقيقة في كافة محافظات السلطنة. ولكن، ما هي المزايا الخفية للسكن في تلك الأحياء المتكاملة بالنسبة للمواطن العماني مقارنة ببناء منزل مستقل في مخطط سكني اعتيادي؟ لنكتشف ذلك معًا.
تجنب العزلة
يعاني الكثير من المواطنين عند بناء منزلهم الخاص من العزلة، وخاصة في المخططات السكنية الجديدة. يتفاجئ المرء بوجود منزله في وسط أرض جرداء، ويبعد المنزل بمسافات بعيدة عن أقرب طريق معبد، ويضطر أحيانًا صاحب المنزل لرصف الطريق الوعر ليصل إلى منزله بسهولة، إلى جانب الظلام الحالك في تلك المنطقة بسبب عدم وجود إضاءة من الطرق المعبدة أو المنازل المجاورة. وليس ذلك فقط، بل نقاط الخدمات الأساسية مثل محطات الوقود، والمدارس، والمستشفيات، والمراكز التجارية تتواجد في المناطق الحيوية. فإن كلفة الوقت والجهد التي يتم استغراقها للوصول إلى تلك الخدمات ليست بالقليلة ولا بالسهل لكافة أفراد الأسرة. وعندما يختار المواطن السكن في حي متكامل، يتجنب كل ذلك العناء، حيث يتوفر بنية تحتية متكاملة في الحي قبل السكن فيه، بما في ذلك الشوارع المعبدة، وشبكات الكهرباء، وشبكات المياه والصرف الصحي، والاتصالات والإنترنت. يكمن التكامل في توفير نقاط الخدمات الأساسية والعامة داخل الحي أو بالقرب منه، مما يسهل نمط الحياة الذي يسعى إليه المواطن العماني، والذي بدوره سيخلق بيئة سهلة وسلسة لكل أفراد الأسرة.
تقليل مصاريف الأسرة
تشكل الأحياء المتكاملة منطقة سكنية تلبي متطلبات الأسر العمانية، حيث تجمع بين المساكن الآمنة والخدمات والمرافق الأساسية والترفيهية بشكل شامل. ويؤدي ذلك إلى تقليل إنفاق الفرد بعدة طرق، أهمها الدعم الحكومي لمساكن الأحياء المتكاملة لمستحقي الأراضي السكنية من المواطنين العمانيين، مما يجعل أسعار الفلل في متناول الجميع بكافة أشكالها. وهذا ما تسعى إليه الحكومة الرشيدة لتوفير حياة كريمة وبيئة حضرية مؤاتية للعيش. ومن الجانب الآخر، فإن انخفاض معدل الإنفاق الفردي على المواصلات، سواء السيارات أو الحافلات، يمكن للسكان الوصول إلى الخدمات والمرافق بسهولة ودون الحاجة إلى استخدام السيارة بشكل دائم، خاصة للتنقلات اليومية مثل الجامعات والمدارس والمستشفيات والمراكز التجارية. ذلك بسبب توفر الأحياء المتكاملة على تنقل سريع بين كافة أرجاء الحي وخاصة تلك المرافق التي يتردد عليها سكان الحي بشكل متكرر. كما أن قرب الحي ذاته من أهم الخدمات التي يحتاجها الفرد يقلل من تكاليف الوقود وصيانة المركبات. على سبيل المثال، "حي مجد" في صحار هو حي متكامل وتحفة معمارية رائعة. تم تحديد موقع المسجد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، حيث يتوسط المدينة ويكون على مقربة من كافة سكان الحي بمسافة لا تزيد عن 500 متر. إلى جانب المرافق التابعة له مثل المكتبات والقاعات متعددة الاستخدامات والمحلات التجارية. يجدر بالذكر أن المرافق الترفيهية أيضًا تقع بالقرب من جميع سكان الحي مثل الملاعب والصالات الرياضية وأحواض السباحة ومسارات المشي ومسار ركوب الدراجات. بالإضافة إلى قربه من مستشفى صحار والجامعة الوطنية للعلوم والتكنولوجيا بمدة لا تزيد عن دقيقتين فقط. وكل ذلك يؤدي إلى توفير المال لسكان هذه الأحياء المتكاملة.
تحسين جودة الحياة
تخلق الأحياء المتكاملة مجتمعًا متجانسًا، يتشارك فيه الثقافات والاهتمامات، في بيئة آمنة وطبيعة ساحرة. المساحات الخضراء التي تغطي الأحياء المتكاملة تعزز الصحة العقلية والنفسية لسكان الحي، إذ توفر هذه المساحات الخضراء هواء نقيًا عبر عملية التمثيل الضوئي التي تقلل من ارتفاع مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون في الجو وتزيد من نسبة الأكسجين. كما تلعب النباتات والأشجار دورًا هامًا في تقليل درجات الحرارة بفضل ظلالها وتبخر المياه من أوراق النباتات. كذلك، توفر المساحات الخضراء بيئة هادئة ومريحة للسكان، مما يساهم في تقليل مستويات التوتر وزيادة الشعور بالراحة والسعادة العامة. وليس ذلك فقط، بل وجود المرافق الرياضية والترفيهية مثل الممرات والملاعب يساهم في تعزيز صحة أفراد الأسرة.
استثمار عقاري مثمر
يمتلك العقار في الأحياء المتكاملة قيمة عقارية أعلى ويزداد بسرعة أكبر مقارنة بالمساكن المستقلة، ليس فقط في السوق المحلي بل في السوق العالمي أيضًا، بفضل الموقع الاستراتيجي الذي يمتلكه العقار في الأحياء المتكاملة بمزاياه الفريدة. وتشهد الأحياء المتكاملة تطويرًا عقاريًا إضافيًا مستمرًا، مما يزيد من قيمة العقار وفرص استثماره. بالإضافة إلى العائد المالي المحتمل من الإيجارات، حيث يمكن لصاحب الفيلا تأجيرها إذا لم يكن هو محتاجًا لسكنها بشكل دائم، مما يولد دخلاً إضافيًا له. والجدير بالذكر أن أسعار الإيجارات في الأحياء المتكاملة تكون عادةً مرتفعة بنسبة أعلى من غيرها، مما يجعل امتلاك فيلا في حي متكامل استثمارًا مثمرًا ودائمًا.
إن الأحياء السكنية المتكاملة فرصة لعشاق الحياة الذين يتوقون للعيش في مجتمع عصري وحضاري متمدن، وفرصة استثمارية لا تتكرر. فمن يحصل على الفرصة للتملك في الأحياء السكنية المتكاملة يحظى بابن بار في الحاضر والمستقبل.